الوجه الأوّل
ما اختاره عامّة "شراح الهداية" أنّه القصد إلى الصعيد الطاهر للتطهير[1]، وردّه المحقّق في "الفتح" واتّباعه بأنّ القصد، وهو النيّة شرطٌ لا ركنٌ[2]، وأجاب عنه العلّامة الشامي بجوابين:
أولهما: إنّ الشرطَ هو قصد عبادة مقصودة إلى آخر ما يأتي لا قصد نفس الصعيد[3] انتهى.
أقول أوّلًا: قصد الصعيد مأمورٌ به في القرآن العظيم: ﴿ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا﴾ [النساء: ۴/۴۳]، غير أنّ القصدَ لا بدّ له مِن غايةٍ، وهي استباحة[4] عبادة مقصودة... إلى آخره، ولا يقصد ذلك إلّا مَن استعمال الصعيد قصدًا، فقصد الصعيد لا بدّ منه، ولا تحقّق للتيمّم إلّا به، وإذ ليس ركنًا فهو شرط لا شكّ كنفس الصعيد فإنّه أيضًا مِن شرائط التيمّم كما قال العلّامة نفسه: إنّ الشارحَ نبّه على أنّه أي: قصد الصعيد شرط، وكذا الصعيد، وكونه مطهّرًا كما أفاده الحلبي فافهم[5] انتهى.
[1]"الكفاية مع الفتح القدير"، باب التيمم، ١/١٠٦، مكتبة النورية الرضوية باكستان.
[2]"الفتح القدير"، باب التيمم، ١/١٠٦، مكتبة النورية الرضوية باكستان.
[3]"رد المحتار"، باب التيمم، ١/١٦٨، مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر.
[4]وهو حاشية المؤلّف نفسه نقلتها دون أيّ تصرّف: ((أي: في التيمّم المبيح للصلا، انتهى منه غُفر له)).
[5]"رد المحتار"، باب التيمم، ١/١٦٨، مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر.