وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه قال: خرجتُ مع سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه حاجًّا من المدينة إلى مكّة إلى أنْ رجعنا، فما ضرب فيه فسطاطًا ولا خباءً، كان يلقي الكساءَ والنطع على الشجرةِ ويستظلّ تحته[1].
وفي رواية أخرى: خَرَجَ سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه إِلَى الشَّامِ وَمَعَه سيدنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رضي الله تعالى عنه، فَأَتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ وَسيدنا عُمَرُ بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على نَاقَةٍ لَهُ، فَنَزَلَ عَنْهَا وَخَلَعَ خُفَّيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَخَاضَ بِهَا الْمَخَاضَةَ.
فقال سيدنا أَبُو عُبَيْدَةَ رضي الله تعالى عنه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا! تَخْلَعُ خُفَّيْكَ وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ، وَتَخُوضُ بِهَا الْمَخَاضَةَ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ اسْتَشْرَفُوكَ.
فقال سيدنا عُمَرُ رضي الله تعالى عنه: أَوَّهْ لو قالها غيرك يا أبا عبيدة! لجعلته نكالاً لأمّة محمّد.
ثم أردف قائلًا: إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ، فَأَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللهُ[2].