أيها الأحبّة الأكارم! تبيّن لنا مِن القصة والتي تُرْوَى عن سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه بأنّ مكانةً عظيمةً في الإسلام تميّز بها عن غيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، ومِنْ مكانته العالية: أنّ سيّد الملائكة جبريل الأمين عليه الصلاة والسلام يصف منزلته، ولكنْ في نفس الوقت أنّ الشيء الّذي يجب أنْ نتعلّمه هنا أيضًا هو: حتى بعد استماع سيدنا عمر إلى عظمته لم يفتخر ولم يتكبّر بل بقي على تواضعه وعجزه، ورآه مَنْ رآه أنّه بعد هذه الحكاية لم يبتسم حتى فارق الحياة.
ونرجو من الله! أنْ يكرمنا ويمنّ علينا بنعمة التواضع بجاه سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه، وتعالوا أيها الأحبة مرّة أخرى! لنستمع إلى قصّة إيمانية تصف تواضعه رضي الله تعالى عنه:
قصّة أسدين
رُوي أنّ رسول ملك الروم جاء إلى سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه فطلب داره، فظنّ أنّ داره مثل قصور الملوك، فقالوا: ليس له ذلك، وإنّما هو في الصحراء يضرب اللبن، فلمّا ذهب إلى الصحراء رأى سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه وضع درّته تحت رأسه ونام على التراب.
فتعجّب الرسول مِن ذلك وقال: إنّ أهل المشرق والمغرب يخافون مِن هذا الإنسان، وهو على هذه الصفة!! ثمّ قال في نفسه: إنّي وجدتُه