عنوان الكتاب: تواضع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

أيها الإخوة الأحبة! عرفتم مدى المنزلة العالية لخليفة المسلمين وإمام العادلين بعد رسول الله سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه، وعلى الرغم من كونه خليفة المسلمين، وحاكم نصف العالَم كيف كان تواضعه رضي الله تعالى عنه! فلماذا اليوم إذا تولّى أحدٌ ما في عصرنا الراهن منصبًا أو رتبةً عالية، يعتبر نفسه فوق الآخرين! ويرى نفسه على الحقّ دائمًا والآخرين على خطأ! يظنّ أنّ غيره يمكن أنْ يَخْطَأ أمّا هو فلا يمكن أنْ يخطأ، وإذا تجرّأ شخصٌ ما على الإشارة إلى خطأه، فإنّه يعزم على الانتقام منه.

سلامٌ حارٌ على تواضع سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، حين قال لمن أشار إلى خطئه: أنت أحبّ النّاس إليّ رضي الله تعالى عنه.

وقد قال سيدنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رحمه الله تعالى: قال سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي[1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

ومن عاداته الكريمة مع التواضع

كان رضي الله تعالى عنه يقرّ بالتواضع على نفسه بين حین وآخر، كما قال سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: سَمِعْتُ سيدنا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه حين خَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا


 

 



[1] "الطبقات الكبرى"، ذكر استخلاف عمر، ۳/۲۲۲.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31