عنوان الكتاب: تواضع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

مِنْ عَامٍ يَكْثُرُ فِيهِ الْمَالُ إِلّا كسْوتُه فِيمَا أَرَى أَدْنَى مِنَ الْعَامِ الْمَاضِي، فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ سيدتنا حَفْصَة رضي الله تعالى عنها.

فقال: إِنَّمَا أَكْتَسِي مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا يُبَلِّغُنِي[1]، أي: يكفيني.

وكان سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه يَسْتَنْفِقُ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ لَهُ وَلِعِيَالِهِ، وَإِنَّهُ أَنْفَقَ فِي حَجَّتِهِ ثَمَانِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ[2].

الإقراض من بيت المال

عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنّه كان إذا احتاج أتى صاحبُ بيت المال فاستقرضه، فربما أعسر فيأتيه صاحبُ بيت المال يتقاضاه، فيلزِمه، فيأتيه به سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وربما خرج عطاؤه فقضاه[3]، أي: مرتّبه فيقضي منه دينه.

أيها الأحبّة الأكارم! هكذا هو تواضع وبساطة سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه الّذي زَاده حسنًا وجمالًا ورفعةً، وإذا أمكن لنا في العصر الراهن الاقتداء ببعضه أو كلّه حسب زمننا فلنتّبع حتى ننال بركاته ونفحاته رضي الله تعالى عنه.


 

 



[1] "الطبقات الكبرى"، لابن سعد، ۳/۲۳۴.

[2] المرجع السابق.

[3] "مناقب عمر بن الخطاب"، لابن الجوزي، ص ۱۰۰.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31