فقال رضي الله تعالى عنه: أُدْمَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، لا أَذُوقُهُ حَتَّى أَلْقَى اللهَ تعالى[1].
وعن سيدنا عبيد الله بن أبي مُلَيْكَة التيمي رحمه الله تعالى أنّه دخل على سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه وهو يكدم كعكًا شاميًّا، ويتفوق لبنًا حازرًا، فقلتُ: يا أمير المؤمنين! لو أمرتَ أنْ يُصْنَعَ لك طعامٌ ألينُ مِنْ هذا؟
فقال رضي الله تعالى عنه: يا ابنَ فرْقَد أترى أحدًا من العرب أقدرُ على ذلك منِي؟[2].
سبحان الله! هذا هو أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وهو كان حينها حاكمًا، يستطيع أنْ يأكل أفضل الأطعمة وما يشاء ولكنْ رغم ذلك اختار بساطةً بنفسه.
وعن سيدنا جرير بن حازم رحمه الله تعالى قال: سمعتُ الحسن يقول: فَكُنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ، وَلَهُ كُلَّ يَوْمٍ خُبْزٌ يُلَتُّ، وَرُبَّمَا وَافَيْنَاهُ مَا دَوَّمَ بِسَمْنٍ، وَأَحْيَانًا بِزَيْتٍ، وَأَحْيَانًا بِاللَّبَنِ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا الْقَدَائِدَ الْيَابِسَةَ قَدْ دُقَّتْ، ثُمَّ أُغْلِيَ بِمَاءٍ، وَرُبَّمَا وَافَقْنَا اللَّحْمَ الْغَرِيضَ وَهُوَ قَلِيلٌ، فَقَالَ لَنَا