فقال: يا ابن الخطاب! «لو لبثتُ فيكم ما لبث نوحٌ في قومه ألف سنة، أحدّثكم عمّا رأيتُ في الجنّة لمَا فرغتُ منه، ولكنْ يا عمر! إذا قلتَ لي: حدِّثْنِي، فسأحدّثك عمّا لم أحدّث به غيرَك، رأيتُ فيها قصورًا أصلها في أرض الجنّة، وأعلاها في جوف العرش، فقلتُ: يا جبريل! هي في جوف العرش وأركانها في أرض الجنّة؟ قال: لا أدري.
قلتُ يا جبريل! أخبرني مَنْ يصير إليها ومن يسكنُها؟ وإذا ضوؤها كضوء الشمس في الدنيا!
قال: يسكنها ويصير إليها مَنْ يقول الحقَّ ويهدي إلى الحقِّ، وإذا قيل له الحقّ لم يغضب، ومات على الحقّ.
قلتُ: يا جبريل! هل تسمّي أحدًا؟
قال: نعم، رجلًا واحدًا.
قلتُ: مَنْ ذاك الواحد؟
قال: عمر بن الخطاب».
فشهق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه شهقةً، فخَرَّ مغشيًا عليه إلى الغد من تلك الساعة.
قال عبد الله بن الحسن رضي الله عنه: إنّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لم يضحك ملء فيه بعد ذلك حتّى فارق الدنيا[1].