سبحان الله! ما أعظم هذا الحلم! حيث تتجلّى المنزلة السامية لسيدنا رسول الله ﷺ في أروع صورها يوم فتح مكّة حين عفا عن القوم الّذين اضطهدوه اضطهادًا شديدًا، وآذوه وأخرجوه من بلده وقاتلوه أثناء دعوته إلى الله تعالى بل أجبروه على ترك وطنه الغالي، ولم يكتفوا بذلك بل لم يتركوا المسلمين يعيشون براحة حتى في المدينة المنورة بعد الهجرة من مكّة المكرّمة، وعندما فتح سيدنا رسول الله ﷺ وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين مكّة المكرّمة وتغلبوا عليهم لم يظهر من رسول الله ﷺ إلّا عفوه وحلمه وكمال رأفته حيث قال: اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء بدلًا مِن الانتقام منهم.
قصص في حِلم الحبيب المصطفى ﷺ
أيها الإخوة! حالنا أنّنا نجعل خلافاتنا البسيطة مشاكل تستمرّ مدى الحياة، ولا نترك مجالًا للمصالحة، وكان من عادة سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ أنّه لا ينتقم لنفسه من أحد مهما حصل.. فهيّا نستمع لأربع قصص عن حِلمه وكرمه ﷺ لنحثّ أنفسنا على اتباع سننه وتخلّقنا بهذه الخصلة الحميدة ﷺ.
(۱) لَمَّا تصدى غَوْرَثُ بْنُ الحَارِثِ لرسول الله ﷺ لِيَفْتِكَ بِهِ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ مُنْتَبِذٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَحْدَهُ قَائِلًا وَالنَّاسُ قَائِلُونَ فِي غَزَاةٍ.
فَلَمْ يَنْتَبِه رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ.