أيها الإخوة الأعزّاء! طبعًا قد تصدر المعصية مِن الإنسان ولكن مِن المؤسف جدًّا أنْ يصرّ عليها وينسى التوبة تمامًا، قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى: يا قوم! انتهزوا واغتنموا باب الحياة ما دام مفتوحًا عن قريب يغلق عنكم، اغتنموا أفعال الخير ما دمتم قادرين عليها، اغتنموا باب التّوبة وادْخلوا فيه ما دام مفتوحًا لكم[1].
أيها الإخوة! إنّ الجنازات اليوميّة والأحداث المأساوية التي تحدث كلّ يوم تحذرنا وتنذرنا وتنادينا بأنْ نغتنم حياتنا قبل موتنا، ولكن لا ينتبه لذلك إلّا مَن يحرص على تحسين الآخرة والمعاد، كل يوم يحيط بنا الموت، هناك شباب ومُسنّون وأطفال، ولكنّ الموت لا يراعي عمر أحدٍ ولا منزلته، ولا يبالي بالأغنياء والفقراء، والمشاغل والفراغ، إذا اكتملت الأنفاس سلّم الموت العبد إلى القبر، فاغْتنِم الحياة قبل الموت وانْدم على المعاصي وتُبْ إلى الله تعالى قابِل التوبة توبةً صادقةً على الفور، وإذا ارتكبتَ معصيةً بعد التوبة فلا تتأخّرْ عن الرجوع إلى ربّك جلّ وعلا، قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ٣٩﴾ [المائدة: ۳۹].
وقال تعالى في مقامٍ آخر: ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١ ﴾ [النور: ۳۱].