عنوان الكتاب: من أقوال سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله

قال العلامة إسماعيل حقّي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: وصّى الله تعالى جميع المؤمنين بالتّوبة والاستغفار؛ لأنّ العبد الضعيف لا ينفكّ عن تقصير يقع منه وإن اجْتهد فى رعاية تكاليف الله تعالى، ويقول الإمام القشيري رحمه الله تعالى: إنّ أشدّ المحتاجين إلى التّوبة هو الّذي لا يشعر بضرورة التوبة، وفي هذه الآية المباركة مظاهر صفة الستر -وهي مِن صفات الله تعالى- بأنّه جلّ وعلا قد أمر جميع المؤمنين بالتّوبة لئلّا ينفضح المجرمون، فلو وجّه الخطاب إلى المجرمين فقط انفضحوا، فيُرجى أنْ لا يخزيهم في الآخرة كما لم يخزهم في الدنيا[1].

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ رحمة الله جلّ وعلا لا حدود لها حتّى أولئك العباد الآثمين مهما استمرّوا في عصيانه والتعدّي على حقّه ليلًا ونهارًا، فإنّ الكرم الإلهي يمهلهم ويسامحهم ويعفو عن أخطائهم إنْ تابوا إليه توبةً صادقةً، بل يبدّل لهم سيّئاتهم حسنات بفضله وجوده وكرمه، كما قال الله عزّ وجلّ في سورة الفرقان: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧٠ [الفرقان: ۷۰].

أيها الأحبّة! لقد سمعتم أنّ ربّنا الرحمن الرحيم يحضّنا على التوبة، ويبشّرنا ببشارات عظيمة، فإذا استمرّ المرء في ارْتكاب المعاصي بعد


 

 



[1] "تفسير روح البيان"، ۶/۱۴۵، ] النور: ۳۱[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27