المصائب والمشاكل، لا تترك حتّى أولادها المعوّقين وحيدين، ترحم وتشفق على الأبناء العاقّين لها أيضًا.
لذلك إذا فُقدت الأمّ من البيت فإنّ المنزل يبدو مقفرًّا ومهجورًا مظلمًا، يعيش البارّ بالأمّ حياةً سالمةً يملؤها الطمأنينة والسكينة، ويؤدّي هذا البرّ من الأبناء بأمّهم إلى دخولهم الجنّة، فيجب على الأبناء أنْ يحرصوا على رضى أمّهاتهم، مع العلم أنّه لا يمكن الهروب من حقوق الأمّ.
حمل والدته على العنق فرسخين
عن سيّدنا أبي بريدة رضي الله عنه، أنّ رجُلًا جاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فقال: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي حَمَلْتُ أُمِّي عَلَى عُنُقِي فَرْسَخَيْنِ فِي رَمْضَاءَ شَدِيدَةٍ، لَوْ أَلْقَيْتَ فِيهَا بَضْعَةً مِنْ لَحْمٍ لَنَضِجَتْ، فَهَلْ أَدَّيْتُ شُكْرَهَا؟
فقال رسول الله ﷺ: «لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ»[1].
أيها الأحبّة! تأمّلوا أنّه إذا حمل شخصٌ والدته على كتِفَيه وهو يمشي في أرض حارّة لمسافة ۶ أميال تقريبًا، فإنّه لم يف بحقّ زفرة من زفراتها عند ولادته فضلًا عن أداء حقّها، إنّها الأمّ التي تبكي من أجل أولادها، دعاؤها بركة لأبنائها وطريق لهم إلى الجنّة يوفّق ببركتها لطاعة الله تعالى ويحمى من الشرّ بإذن الله، بل قد يبلغه برّه بأمّه مقام الولاية