أيها الإخوة الكرام! لا شكّ في أنّ كِبَر الوالدين امْتحانٌ واختبارٌ يبتلى به الإنسانُ، أحيانًا يعاني الوالدان في شيخوختهما مِن أمراض مختلفة مِن سلس البول وما على ذلك مِن الشؤونات التي تعتريهم، ممّا يؤدّي إلى ملل الأبناء عمومًا، ولكن نتذكّر حتّى في مثل هذه الحالات، فإنّ خدمة الوالدين لا بدّ منها كما تتحمّل الأمّ في مرحلة الطفولة قذارة الطفل، ولذلك يجب علينا أنْ نصبر على آبائنا رغم قسوة مزاجهم ومشاجرتهم دون سبب، وإزعاجهم لنا بسبب الشيخوخة والأمراض يجب أنْ لا يقلّل عندنا مِن احترامهم والتفاني في خدمتهم، نعم! هذا هو امتحان وابتلاء، لا يجوز أبدًا أنْ يقول الولد لهم أفّ فضلًا عن سوء التّعامل معهم وتوبيخهم، وإلّا فسيخسر الدنيا والآخرة؛ لأنّ مَن يؤذي والديه يذلّ في الدّنيا ويستحقّ عذاب الآخرة أيضًا.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
عقوبة شتم الوالدين
جاء عن رسول الله ﷺ أنّه قال: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ أَقْوَامًا فِي النَّارِ مُعَلَّقِينَ فِي جُذُوعٍ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ»؟
قال: «الَّذِينَ يَشتُمُونَ آبَاءَهُمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ فِي الدُّنْيَا»[1].
[1] "كتاب الكبائر" للذهبي، الكبيرة الثامنة عقوق الوالدين، ص ٤۸، و"الزواجر عن اقتراف الكبائر"، الباب الثاني في الكبائر الظاهرة، ٢/ ١٣٩.