ورُوي: إذا دُفِن عاقُّ والِدَيه عصَرَهُ القبرُ حتّى تَختلفَ أضلاعُه[1].
أيها الأحبة الكرام! ويمكن معرفة مكانة الوالدين وتقدير عظيم فضلهم وبرّهم مِن أنّ الله جلّ وعلا قد قرن عبادته ببرّ الوالدين في محكم تنزيله، فقال الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤﴾ [الإسراء: ۲۳-۲۴].
يقول العلامة المفتي محمد نعيم الدين مراد آبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: عندما يضعف الوالدان، ولا تبقى قوّة في جسدهما عند كبرهما في السنّ كما كنتَ ضعيفًا عندهما في صغرك، فلا تقل لهما كلمةً تدلّ على انزعاجك وملَلِك منهم، ولا تنهرهما ولا ترفع صوتك عليهما، بل خاطبهما كما يخاطب العبد سيّده وعاملهما باللّطف والتواضع والحنان والشفقة، وخاصّة عندما يكونان متعبين، فقد ربوك مع غاية الحبّ والحنان في صغرك وحاجتك إليهما، ولا تتردّد في أنْ تنفق عليهما ما يحتاجون إليه، فملّخص الكلام: هو أنّه مهما بالغ المرء في حسن السلوك معهما فلا يُمكنه إيفاء حقّهما، ولذلك يجب على