فما أفاق حتّى ذهب مِن اللّيل ما شاء الله عزّ وجلّ، فقال له أبوه! يا بُنيّ! ما لك؟
قال: خيرٌ.
قال: فإنّي أسألك بِالله.
فأَخْبَرَهُ بالأمر.
قال: يا بُنيَّ! وأيَّ آيةٍ قرأتَ؟
فقرأ الآيةَ التي كان قَرَأَ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عليه، فحرَّكُوه فإذا هو مَيِّتٌ، فغَسَّلُوه وأخرجُوه ودفَنُوه ليلًا.
فلمّا أصبَحوا رُفِعَ ذلك إلى سيّدنا عُمَر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه، فجاء سيدنا عمر إلى أبيه، فعَزّاه به، وقال: ألَا آذَنْتَنِيْ؟
قال: يا أميرَ المؤمنين! كان اللَّيل.
فقال سيدنا عُمَر بن الخطّاب رضي الله عنه: فَاذْهِبُوا بنا إلى قبره، فأتى سيدنا عُمَر ومن معه القبر، فقال سيدنا عُمَر بن الخطّاب رضي الله عنه: يا فلانُ! ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦﴾ [الرحمن: ۴۶].
فأجابه الفَتَى مِن داخِلِ القبر: يا عُمَر! قد أَعطَانِيهما ربّي عزّ وجلّ في الجنّة مرَّتَين[1].
[1] "تاريخ مدينة دمشق"، لابن عساكر، عمرو بن جامع بن عمرو...إلخ، ٤٥/٤٥٠، و"جامع الأحاديث"، للسيوطي، ١٤/٥٩، (٢٠٥٤).