فإنّ هذهِ الأعضاءَ مُتّصِلَةٌ بالجوفِ، وحِفْظُها بأَنْ لا يَستَعمِلَها في المعاصي، بل في مَرْضَاةِ الله تعالى، والحقُّ أنّ هذه النِّعَمَ تحصل بعطاء الله تعالى وفضله وكرم نبّيِّه ﷺ[1].
ما هو الحياء؟
أيّها الأحبّة! إنَّ الحياء خلق يبعث على الفعل الحسن وترك القبيح، فعن سيّدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال الحبيب المصطفى ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»[2].
وقال الشيخ العارف بالله محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى: الأمرُ هنا للتَّهديد والتَّوبيخِ أي: افْعل ما شِئتَ فكما تَدِينُ تُدَان، ومَن يعمل سوءًا يُجز به.
وقال بعض السلف رحمه الله تعالى لابْنه: إذا دَعَتك نفسُك إلى كبيرةٍ فَارْمِ ببصرك إلى السماء واسْتَحِ ممّن فيها، فإن لم تَفعَل فارمِ ببصرك إلى الأرض واستَحِ ممّن فيها، فإنْ كنتَ لا ممّن في السماء تَخافُ، ولا ممّن في الأرض تَستَحِي، فاعْدُد نفسَك في عدَادِ البهائم[3].