عنه: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انصَرَفَ وَغَسَّلَهَا سيدنا عَلِيٌّ، وَأَسمَاءُ رضي الله تعالى عنها[1].
إخوتي الأحبَّة! معلوم بعد وفاة النَّبيِّ ﷺ أنّ السَّيِّدة فاطمة الزَّهراء رضي الله تعالى عنها غلب عليها الحزنُ طوالَ حياتها، ومع ذلك تمسّكتْ بالحياء وحرصتْ على التستُّر حتّى بعد موتها، كي لا يقع نظرُ الرَّجل الأجنبيِّ على نعشِها.
الحياء مقدّم على فقدان الابن
وقد ورد في الحديث الشريف: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ خَلَّادٍ، وَهِيَ مُنْتَقِبَةٌ (أي: غطّتْ وجهها بالنقاب)، تَسْأَلُ عَنِ ابْنِهَا وَهُوَ مَقتُولٌ، فَقَالَ لَهَا بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ: جِئتِ تَسْأَلِينَ عَنِ ابْنِكِ وَأَنْتِ مُنْتَقِبَةٌ؟
فَقَالَتْ: إِنْ أُرْزَأَ ابْنِي فَلَنْ أُرْزَأَ حَيَائِي[2].
إخوتي الأحبَّة! إنّ سيِّدتَنا أمَّ خلَّادٍ رضي الله تعالى عنها لم تترك الحجابَ الإسلامي رغمِ اسْتشهادِ ابْنها، ولكن للأسف انتشر خلعُ الحجابِ والفحشُ في كلِّ مكانٍ، ويريد الشَّيطانُ إغواءَ الإنسانِ وأنْ