عنوان الكتاب: أهمية الحياء

في دَرَك الأخلاق السيّئة، ولا يستحي من فعل السَّيِّئات وارتكاب الفواحش، في حين أنّك ترى الصَّالحين وأهل الذكر هم أصحاب الحياء الحقيقي، وهم المتخلّقون بهذه الصِّفة الكريمة دائمًا، وهنا تعالوا نستمع إلى قصَّة إيمانيَّة عن حياء الصحابي الجليل الخليفة الثالث سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه.

حياء الملائكة من عثمان بن عفّان رضي الله عنه

عن سيّدتنا عائشة الصدّيقة رضي الله تعالى عنها أنّها قالتْ: كان رسول الله مُضطَجعًا فِي بَيتِي، كَاشِفًا عَن فَخِذَيهِ أَو سَاقَيهِ، فَاستَأْذَنَ أَبُو بَكرٍ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ.

ثُمَّ استَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ.

ثُمَّ استَأْذَنَ عُثمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ.

فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ سيدتنا عَائِشَةُ رضي الله تعالى عنها: دَخَلَ أَبُو بَكرٍ فَلَم تَهْتَشَّ لَهُ وَلَم تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَم تَهتَشَّ لَهُ وَلَم تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثمَانُ فَجَلَستَ وَسَوَّيتَ ثِيَابَكَ؟

فقال: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ!»[1].


 

 



[1] "صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان، ص ١٠٠٤، (٢٦٠٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31