اتّباعًا لسيرة السلف الصالح رحمهم الله تعالى، فإنّهم قضوا شبابهم بأسلوبٍ جميلٍ مرضيّ لِلّه ورسوله ﷺ، فلم يتركوا الحياء في شبابهم، ومِن أجل ذلك قد أنعم اللهُ تعالى عليهم بنعمٍ كثيرةٍ، تعالوا نستمع إلى قصَةٍ إيمانيّةٍ عن شابٍّ من أهل الحياء، ونأخذ منها النصائح:
أعطيت لي جنّتان
رُويَ أنّه كان في زَمنِ سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه شابٌّ متعبِّدٌ قد لَزِم المسجدَ، وكان سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه به مُعجَبًا، وكان لهُ أَبٌ شيخٌ كبيرٌ، فكان إذا صلّى العتَمَةَ انْصرَف إلى أبيه، وكان طريقُه على باب امْرأة، فافْتُتِنَتْ به، فكانتْ تَنصِبُ نفسَها له على طريقه.
فمرّ بها ذاتَ ليلةٍ، فما زالتْ تُغْوِيه حتّى تَبِعَها، فلمّا أتى البابَ دخلتْ، وذهب يدخُل فذكَر اللهَ عزّ وجلّ، وتَذَكَّر قول الله تعالى ومَثُلَتْ هذه الآيةُ على لسانِه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ ٢٠١﴾ [الأعراف: ۲۰۱]. فَخَرَّ الفَتَى مَغْشِيًّا عليه.
فدَعَتِ المرأةُ جاريةً لها فتَعَاوَنَتَا عليه، فحمَلتاه إلى بابه، واحْتَبس على أبيه، فخرج أبُوهُ يطلُبُه، فإذا به على الباب مَغْشِيًّا عليه، فدعا بعضَ أهله فحمَلوه فأدخلوه.