قال: كان النبيُّ ﷺ أشَدَّ حياءً مِن العَذراء[1] في خِدرِها، فإذا رأَى شيئًا يَكرَهُهُ عرَفناهُ في وجهِه[2].
قال العلامة الملّا علي القاري رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: إنّ العذراءَ إذا كانت في خِدرِها أشدُّ حياءً ممّا إذا كانت خارِجَةً عنه، (فإذا رأى شيئًا يَكرَهُه) أي: مِن جهةِ الطَّبعِ أو مِن طريقِ الشَّرع، (عرفناه في وجهِه) أي: مِن أثَرِ التغَيُّر فأَزَلناهُ، فإنّهُ ما كان يُعايِنُ أحَدًا بخُصُوصِه في أمرِ الكراهةِ دونَ الحُرمَةِ.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح الحديث السابق: معناه: أنّه ﷺ لم يَتكَلّم بالشيء الّذي يُكرَهُ لحيائِه بل يَتغيّرُ وجهُهُ، فنَفهَمُ كراهِيَتَه[3].
إخوتي الأحبّة! الملاحظ أنّه كلّما امتدّ بنا الزمان وابتعدنا عن زمن الرِّسالة ازدادت الفجوة بعدًا وظهرت قلّة العلم وقلّة الحياء وترك لبس الحجاب والنَّظر إلى المحرَّمات التي تهلك وتدمر مجتمعنا، وقد تَدَهوَرت الأوضاع لدرجة أصبح فيها أنْ يقال عن الأسرّ المحجبة والمحتشمة