وفي الخِتام يُملأ كتيّب "الأعمال الصالحة"، فكم من السعادةِ والبركةِ أنْ يبدأ المرءُ يومَه بتِلاوة القرآن الكريم وتفسيره والدّرس الدّيني والأوراد والأذكار والأدعية، وذكر مناقب الأولياء العظام والشجرة الشريفة حيث يكون النّهار مباركًا إن شاء الله، في الحقيقة هذه الحلقة تعتبر مجموعة من الخيرات والبركات، فقد ورد في الحديث النبوي: عن سيدنا أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا النبي ﷺ: «منْ صلَّى الفَجْرَ في جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكَعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»[1].
أيّها الإخوة! لسوء الحظِّ وبسبب الجهلِ والابتعاد عن العلم الشرعي فإنّ كثيرًا من النّاس لا يعرفون كيفية أداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم بشكلٍ صحيحٍ، وها نحن بحمد الله! نستقبلُ شهر رمضان المبارك في حياتنا مرّة أخرى من جديدٍ، وهي فرصة قيّمة لأداء الصلوات وتعلّم قراءة القرآن الكريم، ولذلك يجبُ على المرء الذي لا يعرف قراءة القرآن الكريم أنْ يتعلَّمه، ومَن يعرف القراءة فليُعلِّم الآخرين ويدعو الناسَ إلى الالتزام بالصلاة التي هي عبادة عظيمة أيضًا، فلو تعلَّم المرءُ القرآن الكريم وأصبح مُصلّيًا لَنَال ثوابًا كثيرًا إن شاء الله برحمته وفضله.
[1] "سنن الترمذي"، كتاب السفر، باب ما ذكر مما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح...إلخ، ٢/١٠٠، (٥٨٦).