فقال سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: هَلُمَّ يَا رَاعِي الغنم! هَلُمَّ، فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ.
فَقَالَ لَهُ: إِنِّي صَائِمٌ.
فقال سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: أَتَصُومُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ سُمُومُهُ، وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ تَرْعَى هَذَا الْغَنَمَ؟
فَقَالَ لَهُ: أَيْ وَاللهِ! أُبَادِرُ أَيَّامِي الْخَالِيَة.
فَقَالَ لَهُ سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما، وَهُوَ يُرِيدُ يَخْتَبِرُ وَرَعَهُ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيكَ مِنْ لَحْمِهَا فَتُفْطِرَ عَلَيْهِ؟
فقال: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي.
فقال لَهُ سيدنا عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: فَمَا عَسَى سَيِّدُكَ فَاعِلًا إِذَا فَقَدَهَا، فَقُلْتَ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ؟
فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ، وَهُوَ رَافِعٌ أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ اللهُ؟
فَلَمَّا قَدِمَ سيدنا ابن عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلَاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ الغَنَمَ وَالرَّاعِي، فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ[1].
سبحان الله! لقد شاهدنا قوّة إيمان الراعي بالله تعالى! عندما أراد سيدنا عبدَ الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنْ يمتحنه بعرضِ المالِ