مَثَلًا، أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ».
وقال سيدنا عَلِيٌّ رضي الله تعالى عنه: أَلَا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ، مُحِبٌّ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي، أَلَا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ وَلَا يُوحَى إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ﷺ مَا اسْتَطَعْتُ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وَكَرِهْتُمْ[1].
ويقول المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: حبُّ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه من الإيمان، والإفراط فيه غير جائز، أمّا بغضه فهو حرامٌ وربّما يكون كفرًا[2].
أيها الأحبّة الكرام! بهذا تبيّن أنْ لا نجاة في الإفراط الذي يخالف الشرع في حبّ سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، ولا يكون مثل هذا الحبّ علامة على الإيمان، بل يؤدّي إلى الهلاك، نعم! حبّه رضي الله تعالى عنه وفق أحكام الشرع هو الحبّ الحقيقي الذي يؤدّي إلى النّجاة، وهو مِن علامات الإيمان.