عنوان الكتاب: فضائل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه

شفقة سيدنا علي بن أبي طالب على رعيّته

عن سيدنا أبي مَطَرٍ البصري أَنَّهُ شَهِدَ سيدنا عَلِيًّا رضي الله تعالى عنه أَتَى أَصْحَابَ التَّمْرِ وَجَارِيَةٌ تَبْكِي عِنْدَ التَّمَّارِ، فقال: ما شَأْنُكِ؟

قالَتْ: بَاعَنِي تَمْرًا بِدِرْهَمٍ، فَرَدَّهُ مَوْلَايَ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ.

فقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: يَا صَاحِبَ التَّمْرِ! خُذْ تَمْرَكَ وَأَعْطِهَا دِرْهَمَهَا، فَإِنَّهَا خَادِمٌ وَلَيْسَ لَهَا أَمْرٌ.

فَدَفَعَ سيدنا عَلِيًّا رضي الله عنه، فقال له المسلمون: تَدْرِي مَنْ دَفَعْتَ؟

قال: لا.

قالوا: أَمِير الْمُؤْمِنِينَ.

فَصَبَّ تَمْرَهَا وَأَعْطَاهَا دِرْهَمَهَا، وقال: أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي.

فقال رضي الله عنه: مَا أَرْضَانِي عَنْكَ إِذَا أَوْفَيْتَ النَّاسَ حُقُوقَهُمْ[1].

أيها الأحبّة الكرام! هناك العديد مِن النّصائح التي يمكن أنْ نتعلّمها مِن هذه القصّة الإيمانية، أوّلًا: انظروا كم كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه متواضعًا، وهو في ذلك الوقت أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ولم يكن معه الكثيرٌ مِن الجنود والحاشية بل ذهب إلى السوق وحيدًا مثل بقية النّاس العاديّين ودون بروتوكول.


 

 



[1] "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل، ومن فضائل علي رضي الله عنه، الجزء الثاني، ص ٦٢٠، (١٠٦٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26