عنوان الكتاب: فضائل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الآن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ما هو الحبّ الحقيقي الصادق لسيدنا علي رضي الله تعالى عنه؟ وما هي علاماته؟

لقد بيّن العلماء في هذا الصدد بعضَ العلامات والمقتضيات لحبّ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، منها المظهران التاليان:

(1) المظهر الأوّل لحبّ سيدنا علي بن أبي طالب

أوّل علامة حبّه رضي الله تعالى عنه هو: محبّة أحبابه من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم من القلب إلى جانب حبّه، فالشخص الّذي يدّعي حبّ سيدنا علي رضي الله تعالى عنه ولكنّه يسيئ الأدب مع الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، فهو كذّاب في دعواه وحبّه.

قال سيدنا أبو جُحَيفة السُّوائي رحمه الله تعالى: دَخَلْتُ على سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فِي بَيْتِهِ، فَقُلْتُ: يَا خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ !.

فقال: مَهْلًا، وَيْحَكَ يَا أَبَا جُحَيْفَةَ! أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ؟ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَيْحَكَ يَا أَبَا جُحَيْفَةَ! لَا يَجْتَمِعُ حُبِّي وَبُغْضُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ[1].

وهذا الكلام يدلّ على أنّ مَن يدّعي حبّ سيدنا علي بن أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه إلّا أنّه يسيئ الأدب مع سيدنا أبي بكر الصدّيق


 

 



[1] "المعجم الأوسط "، من اسمه علي، ٣/٧٩، (٣٩٢٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26