عنوان الكتاب: فضائل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه

لِرَسُولِ اللهِ تَحْتَ شَجَرَتَيْنِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟».

قَالُوا: بَلَى.

قال: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟».

قَالُوا: بَلَى.

قال: فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ».

قال: فَلَقِيَهُ سيدنا عُمَرُ رضي الله تعالى عنه بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: هَنِيئًا لَكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ[1].

قال العلامة الملّا علي القاري رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: مَعْنَاهُ: مَنْ كُنْتُ أَتَوَلَّاهُ فَعَلِيٌّ يَتَوَلَّاهُ مِنَ الْوَلِيِّ ضِدِّ الْعَدُوِّ أَيْ: مَنْ كُنْتُ أُحِبُّهُ فَعَلِيٌّ يُحِبُّهُ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ: مَنْ يَتَوَلَّانِي فَعَلِّيٌّ يَتَوَلَّاهُ، والْمَوْلَى: يَقَعُ عَلَى مَعَان كَثِيرَةٍ فَهُوَ: الرَّبُّ وَالْمَالِكُ وَالسَّيِّدُ وَالْمُنْعِمُ وَالْمُعْتِقُ وَالنَّاصِرُ وَالْمُحِبُّ وَالتَّابِعُ[2].


 

 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند الكوفيين، حديث البراء بن عازب، ٦/٤٠١، (١٨٥٠٦).

[2] "مرقاة المفاتيح"، كتاب المناقب والفضائل، باب مناقب علي بن أبي طالب، ١٠/٤٦٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26