عنوان الكتاب: فضل طلب العلم وأهميته

السفر مِن أجل طلب العلم

عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: حَدَّثَ سيدنا صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِي رضي الله تعالى عنه قَالَ: أَتَيْتُ سيدنا رَسُولَ اللهِ ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بُرْدٍ لَهُ.

فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ.

فَقَالَ سيِّدنا رسولُ الله: «مَرْحَبًا بِطَالِبِ العِلْمِ، طَالِبُ العِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُبُ، فَمَا جِئْتَ تَطْلُبُ؟».

قال سيدنا صفوانُ بنُ عَسّالٍ المُرادِيُّ رضي الله تعالى عنه: يَا رَسُولَ اللهِ! لَا نَزَالُ نُسَافِرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَأَفْتِنَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ[1].

أيّها الإخوة الأعزّاء! ما أعظم هذا الاشتياق والحرص في تعلّم الدِّين! وإنّ سيدنا صفوانَ بن عسَّالٍ المرادي رضي الله تعالى عنه سافرَ مِن مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة -زادهما الله شرفًا وتعظيمًا- ليسأل سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ مسألةً واحدةً فقط، فاستقبلَ الحبيب المصطفى ﷺ طالبَ العلمِ استقبالًا بالحرارة والاهتمام فذكر له مسألته وجوابها ثمَّ حدَّثه عن فضائل العلم.

فسبحان الله عزّ وجلّ! ما أعظم مكانة العلم!


 

 



[1] "المعجم الكبير"، من اسمه صفوان بن عسال المرادي، ٨/٥٤، (٧٣٤٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33