شئتُم، وأشفعكم فيمَن استشفعتم له؛ ليرى عبادي كرامتَكم عليّ ومنزلتَكم عندي.
فلمّا أصبح الرجل حدث أهل العلم، وانتشر خبره بالمدينة.
قال سيدنا مالك بن أنس رحمه الله تعالى: كان بالمدينة أقوام بدؤوا معنا في طلب هذا الأمر ثمّ كفّوا عنه حتّى سمعوا هذا الحديث، فلقد رجعوا إليه، وأخذوا بالحزم، وهم اليوم مِن علماء بلدنا، الله الله يا يحيى! جُد في هذا الأمر.
قال العلّامة ابن بطّال رحمه الله تعالى بعد نقلها: غير أنّ فضل العلم إنّما هو لِمَن عمل به، ونوى بطلبه وجه الله تعالى[1].
العلم بمثابة شمعةٍ في الظلام
أيها الإخوة الكرام! هل رأيتم كيف أنّ طالبَ العلم قد نال بركاتِ العلمِ بسبب هجرِ بيتِه وأهلِه مِن أجل تحصيلِ العلمِ الشرعي بالجهدِ والإخلاصِ والعملِ، اللهم ارزقنا العلم والعمل والسير في ركب الصالحين، آمين ياربّ العالمين.
فيا لسعادة هذا الطالب! سافرَ مِن بلاد الشام إلى المدينة المنوّرة زادها الله شرفًا وتعظيمًا بعد ما ترك أهلَه وأقاربَه، حتى وافَتْه المنيّةُ، فلقد أنعم اللهُ تعالى عليه بأحسنِ أجره بأنْ شاركَ في جنازته كبارُ علماءِ