وَرُوِيَ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَيَائِهِ لا يُثبِتُ بَصَرَهُ فِي وَجهِ أَحَدٍ[1]، وكان ﷺ أشدّ حياءً مِن العَذرَاء في خِدرها[2]، ويبدأ مَنْ لقيه بالسلام[3]، ويُسلّم على الصبيان، ولا يدعوه أحدٌ مِن أصحابه أو غيرهم إلّا قال ﷺ: «لَبَّيكَ»[4].
وما رُئِيَ رسولُ اللهِ ﷺ مادًّا رِجْلَيهِ بين أصحابِهِ، وكان أكثر ما يجلسُ مستقبلَ القبلةِ، ولا ينتقم لنفسه، ولا يَجْزِي بالسيّئةِ السيّئةَ، ولكن يَعفُو ويَصفَحُ[5].
ما ضَرَبَ النبي ﷺ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ وَلا امْرَأَةً وَلا خادِمًا، إلّا أَنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ[6]، ويقول النبي ﷺ: «يَا عَائِشَةُ! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيامَةِ، مَنْ وَدَعَهُ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ»[7]، وكان ﷺ يُحَدِّثُ
[1] "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، الباب الثاني، فصل وأمّا الحياء، ١/١١٩.
[2] "صحيح البخاري"، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، ٢/٤٩٠، (٣٥٦٢).
[3] "شعب الإيمان"، باب في حب النبي ﷺ، ٢/١٥٥، (١٤٣٠).
[4] "وسائل الوصول إلى شمائل الرسول"، الباب الخامس...إلخ، ص ٢٠٧.
[5] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في خلق النبي ﷺ، ٣/٤٠٩، (٢٠٢٣)، بتصرفٍ.
[6] "صحيح مسلم"، كتاب الفضائل، باب مباعدته...الخ، ص ٩٧٨، (٦٠٥٠).
[7] "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب مداراة من يتقى فحشه، ص ١٠٧٢، (٦٥٩٦).