عنوان الكتاب: احترام المسلم وتوقيره

حَدِيثًا، لو عَدَّهُ العادُّ لأَحْصاهُ[1]، وكانَ ﷺ دائِمَ البِشر (أي: طلاقة الوجه وبشاشته مع الناس)، سَهلَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الجانِبِ، لَيسَ بِفَظٍّ وَلا غَليظٍ، وَلا صَخَّابٍ في الأسواقِ، وَلا فاحِشٍ وَلا عَيَّابٍ، ولا مُشاحٍ، وقَد تَرَكَ نَفسَه مِن ثَلاثٍ: المِراءُ (أي: الجدال) والكبرُ وَمِمَّا لا يَعنيهِ، ولا يطلبُ عورة أحد، ولا يتكلّم إلّا فيما رجا ثوابَه، وَيَصبِرُ لِلغَريبِ عَلَى الجفوة في مَنطِقِهِ وَمَسألَتِهِ، ولا يقطع على أحدٍ حديثه حتّى يجوز فيقطعه بنهيٍ أو قيامٍ[2]، وَلا يُوَطِّنُ الأمَاكِنَ[3]، وينام على الحصير تارةً وعلى الأرض تارةً[4]، وما كانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللهِ ﷺ إلّا تبسُّمًا[5]، وكان رسول الله ﷺ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَسُّمًا[6]، حيث قال سيدنا عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تَبَسُّمًا مِنْ رسولِ اللهِ ﷺ[7].

صلوا على الحبيب!   صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "صحيح البخاري"، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، ٢/٤٩١، (٣٥٦٧).

[2] "الشمائل المحمدية"، باب ما جاء في خلق رسول الله ﷺ، ص ١٩٩-٢٠٠.

[3] "شعب الإيمان"، باب في حب النبي ﷺ، ٢/١٥٦، (١٤٣٠).

[4] "وسائل الوصول إلى شمائل الرسول"، الباب الرابع...إلخ، ص ١٨٩.

[5] "سنن الترمذي"، كتاب المناقب، باب في بشاشة النبي ﷺ، ٥/٣٦٧، (٣٦٦٢).

[6] "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ، الباب الثاني، فصل وأما حسن عشرته، ١/١٢٢.

[7] "الشمائل المحمدية"، باب ما جاء في ضحك رسول الله ﷺ، ص ١٣٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37