فِيْ رِوَاية عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ يقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللّٰه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقُوْلُ: ((تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الْأرْضِ فَيعْرَقُ النَّاسُ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يبْلُغُ عَرَقُه عَقِبَيه وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ إلى نِصْفِ السَّاقِ وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ إلى رُكبَتَيه وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ الْعَجُزَ وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ الْخَاصِرَة وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ مَنْكبَيه وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ عُنُقَه وَمِنْهمْ مَنْ يبْلُغُ وَسَطَ فِيه)) وَأشَارَ بِيدِه فَألْجَمَها فَاه رَأيتُ رَسُولَ اللّٰه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يشِيرُ هكذَا ((وَمِنْهمْ مَنْ يغَطِّيه عَرَقُه)) وَضَرَبَ بِيدِه إِشَارَة[1].
يوْمٌ مِقْدَارُه خَمْسُوْنَ ألْفَ سَنَة
عَنْ عَبْدِ اللّٰه بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللّٰه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تَلاَ هذِه الْآية: {يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} فَقَالَ رَسُوْلُ اللّٰه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: ((كيفَ بِكمْ إِذَا جَمَعَكمُ الله تعالى كمَا يجْمَعُ النَّبْلَ فِي الْكنَانَة خَمْسِينَ ألْفَ سَنَة لاَ ينْظُرُ إِلَيكمْ))[2].
قَالَ سَيدُنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَه اللّٰه تعالى-: مَا ظَنُّك بِيوْمٍ يقُوْمُوْنَ فِيه على أقْدَامِهمْ مِقْدَارَ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَة لاَ يأكلُوْنَ فِيها أكلَة وَلاَ يشْرَبُوْنَ فِيها شُرْبَة، حتى إِذَا اِنْقَطَعَتْ أعْنَاقُهمْ عَطَشاً وَاحْتَرَقَتْ أجْوَافُهمْ جُوْعاً اُنْصُرِفَ بِهمْ إلى النَّارِ، فَسُقُوْا مِنْ عَينٍ آنِية قَدْ آنَ حَرُّها وَاشْتَدَّ لَفْحُها، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَجْهوْدُ مِنْهمْ مَا لاَ طَاقَة لَهمْ بِه، كلَّمَ بَعْضُهمْ بَعْضاً في طَلَبِ مَنْ يكرُمُ على مَوْلَاه؛ لِيشْفَعَ في حَقِّهمْ، فَلَمْ يتَعَلَّقُوْا بِنَبِيٍّ إِلاَّ دَفَعَهمْ وَقَالَ: دَعُوْنِيْ نَفْسِيْ نَفْسِيْ، شَغَلَنِيْ أمْرِيْ عَنْ أمْرِ غَيرِيْ،