عالم حليم, إن تكلّم، تكلّم بعلم، وإن سكت، سكت بحلم، يقول الشيطان: انظروا إليه، كلامه أشدّ عليّ من سكوته»[1].
وقال سيدنا ابن أبي الحبيب رحمه الله تعالى: «إنّ من فتنة العالم أن يكون الكلام أحبّ إليه من الاستماع»، وقال: «وفي الاستماع سلامة وزيادة في العلم، والمستمع شريك المتكلّم، وفي الكلام توهن، وتزين، وسلامة وزيادة، ونقصان»[2].
وقد جاء في الحديث، عن سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنه، عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «من كثر كلامه، كثر سقطه»[3].
[٩٦]: ويتقي المزاحَ، فإنّه يقلّل الهيبة، ويسقط الحشمة، كما قيل: «من كثر مزاحه، زالت هيبته». وقد حكي أنّ العلاّمة المفتي محمد فاروق العطاري المدني رحمه الله تعالى، لما انكشف قبرُه لسبب من الأسباب، فاحتْ رائحة طيّبة، حتّى ملأت المدينة، وكفنُه يتقعقع، ورُؤي بعد ذلك، في المنام في حالة حسنة، فقيل له: بماذا؟ قال: «بحفظ اللسان».