نصّ رسالة من الشيخ الإمام أحمد رضا خان:
إنَّ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ قَد اِقْتَرَبَتْ، وهَذِهِ لَيْلَةٌ تُرْفَعُ فيها أَعْمَالُ العِبَادِ إلى الله، ويُغْفَرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ إلاَّ الْمُتَبَاغِضَيْنِ والْمُتَخَاصِمَيْنِ، فيُقَالُ: أَمْهِلُوْا هَذَيْنِ حتَّى يَتَصَالَحَا، أَيْ: يُؤَدِّيَا حُقُوْقَ بَعْضِهِمَا لِبَعْضٍ، أوْ يَتَسَامَحَا ومَنْ فَعَلَ هَذَا تُعْرَضُ أَعْمَالُه على الله تعالى، وهو مُتَخَلِّصٌ مِنْ حُقُوْقِ العِبَادِ بإِذْنِ الله تعالى، وأَمَّا حَقُّ الله تعالى، فيَكْفِي فِيْه التَّوْبَةُ النَّصُوْحَةُ، وقَدْ ثَبَتَ في الْحَدِيْثِ الشريف: «التَّائِبُ مِن الذَّنْب، كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ»[1].
وفي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ تُرْجَى له مَغْفِرَةُ الله، وهو الغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ. وقد قُمْتُ أنَا وأَحْبَابِي بالتَّصَالُحِ والصَّفْحِ، والعَفْوِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ وَالرَّجَاءُ مِنْكُمْ أَنْ تَدْعُوا الْمُسْلِمِيْنَ إلى التَّصَالُحِ والتَّسَامُحِ، وأنَا أَحْبَبْتُ أَنْ تَكُوْنُوا مِصْدَاقًا لِهَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيْفِ: «مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فلَهُ أَجْرُها، وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بها بَعْدَه مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُوْرِهِمْ شَيْءٌ»[2].
وأَرْجُوْكُمْ أَنْ تَدْعُوا لي بالعَفْوِ والعَافِيَةِ في الدَّارَيْنِ, وأَنَا أَدْعُو لَكُمْ إنْ شاءَ اللهُ عزّ وجلّ، واِعْلَمُوا إخْوَتي: أَنَّ الْمُسَامَحَةَ والعَفْوَ مِنْ أَعْمَاقِ القَلْبِ، لا باللِّسَانِ فَقَطْ.