التُّجَّارُ فقَضَوْا ما عَلَيْهِم وقَبَضُوا ما لَهُمْ حتَّى إذا نَظَرُوا إلى هِلاَلِ رَمَضانَ اِغْتَسَلُوْا، وَاعْتَكَفُوْا»[1].
سبحان الله، هَذَا حَالُ السَّلَفِ الصَّالِحِ رضي الله تعالى عنهم في اسْتِقْبَالِ رَمَضانَ، وتَعْظِيْمِه وهو التَّفَرُّغُ الكُلِّيُّ لِلْعِبَادَةِ، والْمُسْلِمُوْنَ في هَذَا الزَّمَنِ للأسف دَاخِلُونَ زَحْمَةَ الْمَشَاغِلِ التي لا حَدَّ لَهَا، ولَيْسَ لهم هَمٌّ إلاّ جَمْعُ الْمَال بأَيِّ صُوْرَةٍ وكانَ كُلُّ وَاحِدٍ من السَّلَفِ الصَّالِحِ يُحَاوِلُ جَاهِدًا أَنْ يَتَقَرَّبَ إلى الله تعالى بالعِبَادَاتِ، والْمُسْلِمُوْنَ اليَوْمَ يَتَفَكَّرُوْنَ في كَسْبِ الْمَال في الأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ، وإِنَّ الله سبحانه وتعالى يُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ في رَمَضانَ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، ولكن لَلأَسَفِ نَرَى التُّجَّارَ يُضَاعِفُوْنَ أَسْعَارَ الْخَضْرَاوَاتِ، والفَوَاكِهِ، والسِّلَعِ الأُخْرَى، بَدَلاً مِن التَّيْسِيْرِ على النَّاسِ في هَذَا الشَّهْرِ.
صيام شعبان:
عن أنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قِيْلَ يا رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أَيُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ؟ قال: «صَوْمُ شَعْبانَ تَعْظِيْمًا لِرَمَضانَ»[2]. قَالَتْ أُمُّ الْمُؤمِنينَ سَيِّدَتُنَا عَائِشَةُ الصِّدِّيْقَةُ رضي الله تعالى عنها: «ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ الكَرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم