لِغُرُوْبِ الشَّمْسِ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فيَقُوْلُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِيْ، فأَغْفِرَ لَهُ، أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ، فأَرْزُقَه، أَلاَ مُبْتَلًى، فأُعَافِيَه، أَلاَ كَذَا، أَلا كَذَا، حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ»[1]. ويُرْوَى: أَنَّ سَيِّدَنا أميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِيَّ بْنَ أبي طَالِبٍ رضي الله تعالى عنه خَرَجَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ، فأَكْثَرَ الْخُرُوْجَ فِيْها، يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ، فقالَ: إنَّ داوُدَ عليه السلام خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ في مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ، فنَظَرَ إلى السَّمَاء، فقال: إنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ ما دَعَى اللهَ أَحَدٌ، إلاَّ أَجَابَه ولا اِسْتَغْفَرَه أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، إلاّ غَفَرَ له ما لَمْ يَكُنْ عَشَّارًا أَوْ سَاحِرًا، أوْ كَاهِنًا، أوْ عَرِيْفًا أو شُرْطِيًّا، أو جَابِيًا، أوْ صَاحِبَ كُوْبَةٍ، أو عَرْطَبَةٍ، وقال: «اَللَّهُمَّ رَبَّ داوُدَ، اِغْفِرْ لِمَنْ دَعَاكَ في هَذِهِ اللَّيْلَةِ، ولِمَنْ اِسْتَغْفَرَكَ فِيْها»[2].
تعظيم ليلة النصف من شعبان:
لقد كانَ التَّابِعُونَ مِن أَهْلِ الشَّامِ يُعَظِّمُوْنَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانَ ويَجْتَهِدُوْنَ فِيْها في العِبَادَةِ وعَنْهُمْ أَخَذَ النَّاسُ فَضْلَها وتَعْظِيْمَها، قال أَهْلُ الشَّام: يُسْتَحَبُّ إحْيَاؤُها جَمَاعَةً في الْمَسَاجد، كانَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ولُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ وغَيْرُهُما يَلْبَسُوْنَ فِيْهَا أَحْسَنَ ثِيَابِهِمْ ويَتَبَخَّرُوْنَ ويَكْتَحِلُوْنَ، ويَقُوْمُوْنَ في الْمَسجدِ لَيْلَتَهم تِلْكَ[3].