جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنا في دار، أو في أرض، البعداء البغضاء في الحبشة. وذلك في الله وفي رسوله. وايم الله! لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن كنا نؤذى ونخاف. وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله. ووالله! لا أكذب ولا أزيغ ولا أريد على ذلك. قال فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله! إن عمر قال كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس بأحق بي منكم. وله ولأصحابه هجرة واحدة. ولكم أنتم، أهل السفينة، هجرتان".
قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا. يسألوني عن هذا الحديث. ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بردة: فقالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.
42 - باب من فضائل سلمان و صهيب وبلال، رضي الله تعالى عنهم
170 - (2504) حدثنا محمد بن حاتم. حدثنا بهز. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو؛
أن أبا سفيان أتى على سلمان و صهيب وبلال في نفر. فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. قال فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال "يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك".
فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك. يا أخي!
43 - باب من فضائل الأنصار، رضي الله تعالى عنهم
171 - (2505) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن عبدة (واللفظ لإسحاق). قالا: أخبرنا سفيان عن عمرو، عن جابر بن عبدالله. قال:
فينا نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} [3 /آل عمران/122] بنو سلمة وبنو حارثة. وما نحب أنها لم تنزل. لقول الله عز وجل: والله وليهما.
172 - (2506) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر وعبدالرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا شعبة عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار".
172-م - (2506) وحدثنيه يحيى بن حبيب. حدثنا خالد (يعني ابن الحارث). حدثنا شعبة، بهذا الإسناد.