وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم [1].
والغاية منه حمل المتأدب على أن يتحدى بليغ الكلام من نثر ونظم، فينسج على منواله [2].
ضرورة علم الأدب
قال المولى أبو الخير: اعلم أنّ فائدة التخاطب والمحاورات في إفادة العلوم واستفادتها لما لم تتبين للطالبين إلاّ بالألفاظ وأحوالها كان ضبط أحوالها مما اعتنى به العلماء فاستخرجوا من أحوالها علوماً انقسم أنواعها إلى اثني عشر قسماً وسموها بـ½العلوم الأدبية¼ لتوقف أدب الدرس عليها بالذات وأدب النفس بالواسطة وبـ½العلوم العربية¼ أيضاً لبحثهم عن الألفاظ العربية فقط, لوقوع شريعتنا التي هي أحسن الشرائع وأولاها على أفضل اللغات وأكملها ذوقاً ووجداناً [3].
فضيلةعلم الأدب
كان عبد الله بن المبارك يقول: أنفقت في الحديث أربعين ألفاً، وفي الأدب ستين ألفاً، وليت ما أنفقته في الحديث أنفقته في الأدب، قيل له: كيف؟ قال: لأنّ النصارى كفروا بتشديدة واحدة خففوها، قال تعالى: ½يا عيسى إني ولَّدتك من عذراء بتول¼. فقالت النصارى: ولدتك [4].
قالوا: والفرق بين الأديب والعالم، أنّ الأديب من يأخذ من كل شيء أحسنه فيألفه. والعالم من يقصد لفن من العلم فيعتمله. ولذلك قال علي كرم الله وجهه: العلم أكثر من أن يحصى، فخذوا من كل شيء أحسنه [5].