[1] قوله: [اللّهُمّ...إلخ] قال إمامُ اللغة, الخليلُ بن أحمد: ½أصل ½اللّهمّ¼ ½يا الله¼ فحُذف منه حرفُ النداء لِكثرة الاستعمال, ثُمّ زِيدت فيه المِيمُ مشدّدةً عِوَضاً عن المَحذوف وهو حرفُ النِّداء, ولِهذا لَم يجُز الجمعُ بينهما إلاّ في ضرورة الشِّعر؛ لأنّ الأصل والبدَل لا يجتمِعان¼. وإنما فُتحَت من قِبل أنّ الحُروف مبنيّة والأصل في البناء السكون, فلمّا زيدت الميمان وهما ساكنان حُرّكت الثانيةُ بالفتح لالتقاء الساكنين, واختاروا الفتحةَ لخفّتها, ورُوي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: ½أنّ هذا الاسمَ -أي اللّهم- هو الاسمُ الذي إذا دُعي اللهُ به أجاب¼. و½البيان¼ هو الفصاحة, يقال: ½فُلان أبين من فلان¼ أي أفصح منه وأوضح كلاماً. (مغاني, المطرزي)

[2] قوله: [ألهمت من التِّبْيان...إلخ] نبّهتَ عليه وفهّمتَه, و½الإلهام¼ الإلقاءُ مِن الله تعالى في الرُّوع وهو القَلبُ والعقلُ, ومنه قوله تعالى: ﴿ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا﴾ [الشمس:٨], و½التبيان¼ مصدرُ ½بيّن¼ أي: أوضَح وأظهَر, وهو شاذٌّ كـ½التِّلقاء¼؛ لأنّ أوزانَ هذَين المَصدرَين مِن المَصادِر إنما جاءتْ مَفتوحَةً كـ½تَكرار¼ و½التَّذكار¼ و½التَّرحال¼ ونحوِها, وأمّا الأسماءُ التي جاءت على هذا الوَزن فمَكسورَةُ الأوَّل مِثل ½التِّمساح¼ و½التِّجفاف¼, والبيانُ مِنك لِغَيرك, والتّبيانُ مِنك لِنَفسك, تقول: بيّنتُ الشَّيءَ لغيري بياناً وتبيّنتُه أنا تبياناً, وقد يقعُ التبيان بمعنى البيان. (الشريشي, الرازي)

[3] قوله: [ما أسْبَغْتَ مِن العَطاء...إلخ] أي: أتممتَ وأكملت, قال الله تعالى: ﴿وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُ﴾ [لقمان:٢٠], أي أتمها وأكملها, وكلّ وافٍ كامل فهو سابغ, و½أسبلت¼ أرخيت, و½الغطاء¼ ما يجعل فوق الشيء للستر, قال الله تعالى: ﴿فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ﴾ [ق:٢٢], وأراد بإسبال الغطاء ستر العيوب والذنوب. (مغاني)

[4] قوله: [شِرّةِ اللَّسَن...إلخ] ½الشِرّة¼ الحدّة والحرص والنشاط, و½اللسن¼ الفصاحة, و½شرة اللسن¼ ما يتكلّم به الإنسان فيما يتضرّر به عاجلاً وآجلاً, و½الفُضول¼ جمع فَضْل أو فَضْلَة وكلاهما عبارة عن الزيادة على ما يحتاج إليه, و½الهذر¼ الكلام الذي لا يعبأ به, والهذيان, وقيل: الكلام الكثير في الباطل, والإضافة بيانية أي الفضول التي هي الهذر, وإنما استعاذ من شرة اللسن وفضول الهذر لما يجرّان إليه إذا أفرطا من الإثم والخطأ والزلل, ويؤيد ذلك ما جاء في الحديث المسند أنه عليه السلام قال: ((أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)). وقال عليه السلام: ((ليس شيء من الجسد إلاّ يشكو إلى الله اللسانَ على حدّته)). (مغاني, الرازي)