فأَكَلْنا وشَرِبْنا، وكنتُ مُولَعًا بضَرْبِ العُودِ فقُمْتُ في بَعْضِ اللَّيْلِ، وإذا بغُصْنٍ يَتَحَرَّكُ عَلى رَأسِي، فأَخَذْتُ العُودَ؛ لأَضْرِبَ به فإذَا أَنا بالعُودِ يَنْطِقُ ويقولُ: ! أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ [الحديد:٥٧/١٦]، قال: فضَرَبْتُ بالعُودِ الأَرضَ فكَسَرْتُه وصَرَفْتُ ما عِندي مِن جمِيعِ الأُمُورِ الَّتي كُنْتُ عَلَيها مِمَّا تَشغَلُ عَن الله عزَّ وجلَّ[1].
عودة البصر لرجل أعمى
إخوتي الأحباء! أرَأَيْتُمْ كيف كانت هذِهِ الآيةُ الكَرِيمَةُ وَسِيلَةً لِهِدايَةِ سَيِّدِنا عَبدِ الله بْنِ الْمُبَارَكِ رَضِي الله تَعالى عَنه، حتّى وَصلَ إلى مَقَامِ الوِلايَةِ، نُقِلَ أنَّه كان سائِرًا في بَعضِ الطُّرقِ، وكانَ هُناكَ رَجلٌ أَعمى واقِفًا عَلى الطَّرِيقِ يَسأَلُ النَّاس، قِيل لَه: هذا عَبدُ الله بنُ الْمُبارَكِ يَجيء إلَيك، اسأَلْ مِنه ما تَشتَهِي، فَلمَّا وَصلَ إلَيهِ عبدُ الله قالَ الأَعْمى: قِفْ يا عبدَ