عنوان الكتاب: الطريقة لإصلاح النفس

العِبادَاتِ أَحمَزُها»[1]، وقالَ سَيِّدُنا إبراهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رحمه الله تعالى: «أَثْقَلُ الأَعْمَال في المِيزانِ أَثْقَلُهَا على الأبْدَانِ»[2]، وَإذا بَدَأتُم عَملاً فَسَوفَ يَسهُلُ عَليكُم إن شَاءَ الله عزَّ وَجلَّ، كالَّذي جَلَسَ لِلوضُوءِ عِندَ البَردِ الشَّدِيدِ وقد اِصطَكَّتْ أَسنَانُه وتَقَلَّصَتْ شَفَتاه من شدة البرد، ثُمَّ إذا بَدَأ يتَوضَّأ شعَرَ بالبَردِ الشَّديدِ لكنَّه ما يَلبَثُ أن يَتَناقَصَ شيئًا فشيئًا، وبذلِكَ يسهُلُ كلُّ أَمرٍ عَسِيرٍ، كذلك إذا أُصِيبَ أَحدٌ بِمَرَضٍ مُهلِكٍ اِضطَرَب وَاشتَدَّ به الْقَلَق، ثُمَّ عِندَما يَألَفُه يومًا بَعدَ يَومٍ تَتَوَلَّدُ لَدَيهِ قُوَّةُ الصَّبرِ، أُصِيبَ رَجلٌ بعِرْق النِّسَاء (هذا الْمَرَضُ يَبْتَدِئُ مِن مَفْصِلِ الْوَرْكِ ويَنْزِلُ مِنْ خَلْفٍ على الْفَخِذِ ورُبّمَا على الْكَعْب ويَمْتَدُّ إلى شُهُورٍ أو سَنَوَاتٍ)، فاضطَرَبَ الرَّجُلُ، فقلتُ لَه: لا تَخَف، اللهُ يَرحَمُكَ ويُحسِنُ إليك، وإذا تَعَوَّدْتَ عليه سوف يَسْهُلُ عليكَ احتمالُ الأَلَم إن شاءَ الله عزّ وجلّ، وعِندَما اِلتَقَيْتُه بَعد عِدَّةِ أيَّامٍٍ سَأَلْتُه


 



[1] "المقاصد الحسنة"، ص٧٩.

[2] "حلية الأولياء"، ٨/١٦، (١١٢١٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32