الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما، ليس فيها من الهُزِّيلا شيءٌ[1].
(۲) وكانوا إذا سألوا (أي: سيّدنا سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى) من المسائل لم يجب، ثمَّ بعد زمن أسند سهلٌ ظهره إلى جدارٍ، وقال: سلوني ما بدأ لكم.
فسألوه وقالوا له: إنَّك خالفتَ عادتك، ورجعتَ عنها، وما كنتَ تُجيب عن المسائل التي يسأل النَّاس؟
قال سهلٌ: ما دام الشيخ باقيًا لم يكن للتلميذ أنْ يشتغلَ بأمثال هذه.
فكتب الطلّاب هذه الواقعة وأرخوها، ثمّ نظروا لاحقًا فإذا بذي النون المصري رحمه الله قد توفّي في تلك الساعة من ذلك اليوم[2].
إخوتي في الله! علينا أنْ نتأدَّب مع أساتذتنا الكرام وأنْ نحترمهم، لما يمنّون علينا به من التعليم والتربية والآداب التي نفرّق بها بين الحسن والقبيح، ويصنعون منّا شخصية هامّة وفعّالة في المجتمع متّسمًا بالخلق والأدب.
وقد جاء عن سيِّدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى أنّه قال: نحن إلى قليلٍ من الأدب أحوج منَّا إلى كثيرٍ من العلم[3].