عنوان الكتاب: احترام الكبار

ومن خصائص الإسلام: أنَّه يحثُّ الشبابَ على احترام كبار السنِّ، والحفَّاظ على تعظيمهم وإكرامهم، وكان في الزمان الأوّل، إذا مشى الشابُّ أمام الشيخ، يخسف الله به الأرض[1]. هذا مِن المبالغة في احترام الكبار الذي قلّ في زماننا وتساهل فيه الكثيرون.

وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيِّدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله : «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ»[2].

فعلينا أيّها الإخوة أنْ نتأدَّب مع الكبار ونطيعهم في كلِّ أمرٍ جائز، حتَّى نُعَزَّ في الدنيا ونتجنَّب الذلَّة في الآخرة، وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى ينصحون محبِّيهم وأتباعهم بتعظيم الكبار واحترامهم.

نصيحة تعظيم الكبار

وهذه وصيّةٌ بليغةٌ مِن الإمام أبي حنيفةَ لتلميذه يوسفَ بنِ خالدٍ البصري رحمهما الله، وصَّاه بها حين استأذنه للخروج إلى وطنهِ البصرة.

فقال: لا، حتّى أتقدَّمَ إليك بالوصيةِ فيما تحتاجُ إليه في معاشرةِ النّاس، ومراتبِ أهلِ العلم، وتأديبِ النفس، وسياسةِ الرعيَّة، ورياضةِ


 

 



[1] "روح البيان"، ۹/۶۲، [الحجرات: ۰۱].

[2] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في إجلال الكبير، ۳/۴۱۱، (۲۰۲۹).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31