عنوان الكتاب: احترام الكبار

التأدُّب مع الأمّ

حكاية: رُوي عن الأشجعي رحمه الله قال: طَلبَتْ سيّدتنا أمُّ مسعرٍ -رحمهما الله- ليلةً مِن مسعرٍ ماء، فقامَ فجاءَ بالكُوزِ فصادَفَها، وقَد نامَتْ، فقام على رِجلَيهِ بيَدِه الكُوزُ إلى أنْ أصبَحَتْ فسقَاهَا[1].

إخوتي الأحبّة! أرأيتم كيف احترم وبرّ سيِّدُنا مسعر بن كدامٍ رحمه الله تعالى أمَّه بهذا الأسلوب الرائع المتميز جدًّا! وكيف كره إيقاظها، وبقي يسهر بجانبها طوال اللّيل تأدُّبًا مع أمّه!

فعلينا أيّها الأحبّة أنْ نحترم آباءنا وأمَّهاتنا اتّباعًا للسلف الصّالح رحمهم الله تعالى، فإنّ احترامهم وخدمتهم سعادةٌ كبرى، وربُّما يدعون لنا وهم فرحين فيستجيب الله دعاءهم وتنصلح دنيانا وآخرتنا، لا شكَّ أنّ الإسلام يأمر ببرّ الوالدين، والتحدُّث معهما برفقٍ ولينٍ، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا ٢٤ ]الإسراء: ۲۳-۲۴[.


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في بر الوالدين، فصل في حفظ حق الوالدين...إلخ، ۶/۲۰۸، (۷۹۲۲)، و"كتاب البر والصلة" لابن الجوزي، الباب الثاني عشر في ذكر من كان يبالغ في بر الوالدين، ص ۸۸.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31