إخوتي الأحبّة! نحن نستمع اليوم في مجلس السنن الأسبوعي إلى موضوع مهمّ، وهو "احترام الكبار"، ديننا وملّتنا تطلب منّا أنْ نرحم الصغار سنًّا أو منزلة، وأنْ نعظّم الكبار سنًّا ومنزلة ونوقّرهم، ومعلوم إنْ تواصلنا مع الكبار هو أمرٌ من الأمور اليوميّة، فالأب والأمُّ والعمُّ والخال والأخ الكبير والأخت الكبيرة وغيرهم من الأقارب، والأساتذة وعلماء الدين والمفتين والشيوخ وأصحاب الشأن والمكانة يُعدُّون من الكبار، وقد أمرنا رسول الله ﷺ باحترام الكبار وتوقيرهم، وإليكم هذين الحديثين الشريفين:
(۱) عن سيِّدنا أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يَا أَنَسُ! وَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيرَ، تُرَافِقُنِي فِي الْجَنَّةِ»[1].
(۲) وعن سيِّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لَا يُوَسَّعُ الْمَجْلِسُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي سِنٍّ لِسِنِّهِ، وَذِي عِلْمٍ لِعِلْمِهِ، وَذِي سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِهِ»[2].
إخوتي الكرام! لقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يوقِّرون الكبار ويتأدّبون معهم كثيرًا، لذلك تعالوا نستمع لشاهدٍ واقعي من حياتهم وننظر إلى الحكاية التالية:
[1] "شعب الإيمان"، باب في رحم الصغير وتوقير الكبير، ۷/۴۵۸، (۱۰۹۸۱).
[2] "المدخل إلى السنن الكبرى"، باب توقير العالم والعلم، ص ۳۸۴، (۶۶۸)، و"شعب الإيمان"، باب في رحم الصغير...إلخ، ۷/۴۶۰، (۱۰۹۹۰).