والمعنى: وقضى ربُّك أنْ تحسنوا إلى الوالدين إحسانًا عظيمًا كاملًا، وذلك لأنَّه لمَّا كان إحسانهما إليك قد بلغ الغاية العظمية، وجب أنْ يكون إحسانك إليهما كذلك[1].

﴿إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا﴾ معناها: أنّهما يبلغان إلى حالة الضعف والعجز، فيصيران عندك في آخر العمر، كما كنتَ عندهما في أوّل العمر، ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ﴾: وهي كلمة تضَجُّر وكراهية، ﴿وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلًا كَرِيمًا ٢٣﴾ أي: حَسَنًا جميلًا ليِّنًا كما يقتضيه حسْن الأدب معهما[2].

أيّها الإخوة! هكذا نفهم مِن تفسير هذه الآية الكريمة أنّ الله تعالى قد أمرنا بالإحسان إلى الوالدين وخاصَّة في كبرهما.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

إخوتي الأحبّة! نرى مجتمعنا يهتمُّ بالأمَّهات نوعًا ما، ولكن للأسف الشديد لا يهتمُّ بالآباء إلّا قليلًا، مع أنَّ نعمة الأمِّ تحصل عن طريق الوالد الّذي يتحمّل تكاليف الحياة على عاتقه، ويعلِّم ولده الصغير المشي مِن خلال إمساك أصبعه وهو مازال يحبّه، ويربّي أبناءه على العيش بالعزَّة والكرامة في المجتمع، فإذا كانت الجنَّة تحت أقدام