عنوان الكتاب: احترام الكبار

والعاشر: زيادةُ الأَجْرِ بعدَ موتِه؛ لأنَّهُم يَدعُونَ لهُ بعد موتِهِ كلَّمَا ذَكَرُوا إِحسانَه[1].

إخوتي الأحبَّة! إنَّ احترام الأقارب وصلتهم والإحسان إليهم وعدم قطع العلاقة بهم سعادةٌ عظيمةٌ، ولكن للأسف الشديد يتحمَّل بعض الناس مسؤوليَّة الأرحام والأقارب كُرهًا أو لأغراض شخصيَّة، والبعض يَسخط على الأقارب ويقطع صلتهم بسبب أغراضه الشخصيَّة، ويترك الاتّصال بهم لمدَّة سنواتٍ طويلةٍ! وإذا ظهروا مثلًا فجأةً أمامه يكره النظر إليهم، والبعض يقول: نحن نحسنُ مع المحسنين، ونسيءُ مع المسيئين، ولذلك يدعو إلى الوليمة وغيرها مِن الحفلة أقاربه وجيرانه الذين يدعونه ويزورونه فحسب، أو مَن له أغراض شخصيَّة مشتركة معه، ولذلك لا يدعو إلى وليمته أو حفلته أقاربه الذين لا يستطيعون دعوته بسبب فقرهم، ولا يتَّصل بهم، ويقطع الصلة بهم، ويترك الصدقة على الأقارب المستحقِّين للزكاة، إلى أنْ يتلاشى الحبُّ والاحترام والتعاون بين الأرحام والأقارب.

وقد ورد في الحديث: عن سيدنا أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ : «لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ»[2].


 

 



[1] "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي، باب صلة الرحم، ص ۷۳.

[2] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الحسد، ۳/۳۷۶، (۱۹۴۲).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31