عنوان الكتاب: احترام الكبار

إخوتي الأحبَّة! في الماضي كان كلّ مسلمٍ نموذجًا يُحتذى في الأدب والاحترام، حافظًا للأعراض، متخلِّقًا بالأخلاق الفاضلة، حيِيًّا، ومتَّبعًا للسُّنَّة النبويَّة، فالولدُ والتلميذ والمريد كانوا لا يحدقون النظر نحو الوالدين ولا الأساتذة أو الشيوخ والصالحين، بل يغضُّون بصرهم عندما يتحدّثون إليهم، إجلالًا وتوقيرًا لهم وهيبة منهم، ويمتثلون أوامرهم، ويتأدَّبون معهم عند غيابهم، وينادونهم بالألقاب المحبَّبة إلى قلوبهم دون الأسماء المجرَّدة، ويراعون المراتب والدرجات، ويفرِّقون بين الكبير والصغير، ولكن للأسف الشديد جَهِل الكثير منَّا هذه الأخلاق الفاضلة والآداب، والأحكام الشرعيَّة، ويتكلّم بالفحش وربّما البذاءة وغيرها، ويُنعي هلاك المجتمع، ولا يملّ بل يفرح، وترى الابن يحدّق بالنظر إلى الوالدين عند التكلُّم معهما، والبنت تصرخ في وجه أمَّها ولا تساعدها، والصغير لا يتأدَّب معهما، والكبير لا يرحمهما ولا يشفق عليهما، والصديقُ غير مخلصٍ، والبنت سيِّئة الخلق، والأمُّ عصبيَّة، والتلميذ متهتّك، والأستاذ غير مبالٍ، وهكذا الآباء والأمَّهات لا يربُّون أبناءهم التربية الإسلاميَّة بسبب الابتعاد عن الدين وأحكام الشرع، ونرى بوضوح سوء الآداب والأخلاق التي تفسد حياتنا الأسريَّة وتهلك حياتنا الاجتماعيَّة، لكن إذا نظرنا إلى حياة الصحابة الكرام رضي الله عنهم والأولياء الصالحين رحمهم الله علمنا أنَّهم كانوا يتأدَّبون مع الكبار ويعرفون حقّ الله والدين والعباد ولذلك نحن بحاجةٍ لأنْ نقتدي بهم.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31