عنوان الكتاب: احترام الكبار

وصلاح الدنيا والآخرة، فكم له مِنَ الإحسان العظيم على مريده وتلميذه، فإذا انتسب أحد لشيخ فعليه أنْ يتأدَّب معه ويحترمه مِن أجل الاستفادة منه، فمَنِ احْتَرم شيخَه مِنْ أعماق قلبه ولم يقصِّر في أداء حقوقه وآدابه فإنَّه ينال منزلةً عاليةً بالاستفادة، ويكون محبَّبًا في عينه، وللشيخ إحسان عظيم وحقوق كثيرة على المريد، فلا بدَّ من احترامه وتعظيمه، فتعالوا نستمع إلى أقوال السلف الصالح رحمهم الله تعالى حول ذلك: قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: إذا خرج المريد عن استعمال الأدب، فإنَّه يرجع مِن حيث جاء[1].

وعندما سُئل الشيخ خواجة قطب الدين بختيار كاكي رحمه الله تعالى: كم من حقِّ للشيخ على مريده؟ قال: لو حمل المريد شيخه على ظهره طول حياته، يطوف به بالبيت لم يؤدِّ شيئًا من حقِّه.

وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى: ومِنْ شأن المريد أنْ لا يرى أنَّه كافأ أستاذه ولو خدمه ألف عامٍ، وأنفق عليه الألوف من المال، ومن خطر بباله بعد ذلك أنَّه قابله بشيءٍ فقد خرج عن الطريق، ونقض العهد[2].

إخوتي الأحبَّة! إنَّ أدب الشيخ واحترامه نعمةٌ عظيمةٌ، فمَن نالها فإنَّه يكون سعيدًا، وكوننا مِن أبناء هذا المركز المبارك فلا بأس أنْ


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، باب الأدب، ص ۳۱۹.

[2] "الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية"، للشعراني، ۲/۲۷.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31