فقال: يا محمد! اِعلم أنّ الله أمرني أنْ أسلّم بها عليك؛ لأنّه قد فضّلك بهذه الصفة وخصّك بها على جميع النبيين والمرسلين، فشقّ لك اسمًا من اسمه ووصفًا من وصفه، وسمّاك بالأوّل؛ لأنّك أوّل الأنبياء خلقًا، وسمّاك بالآخِر؛ لأنّك آخر الأنبياء في العصر وخاتم الأنبياء إلى آخر الأمم، وسمّاك بالباطن؛ لأنّه تعالى كتب اسمك مع اسمه بالنّور الأحمر في ساق العرش قبل أنْ يخلق أباك آدم بألفيْ عام إلى ما لا غاية له ولا نهاية، فأمرني بالصّلاة عليك، فصلّيتُ عليك يا محمد! ألف عام بعد ألف عام، حتّى بعثك الله بشيرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وسمّاك بالظّاهر؛ لأنّه أظهرك في عصرك هذا على الدِّين كلّه، وعرف شرعك وفضّلك أهل السماوات والأرض، فما منهم من أحدٍ إلّا وقد صلّى عليك صلى الله عليك، فربّك محمود وأنت محمّد، وربّك الأوّل والآخِر والظّاهر والباطن، وأنت الأوّل والآخر والباطن».
فقال رسول الله ﷺ: «الحمد لله الذي فضلني على جميع النبيين حتى في اسمي وصفتي»[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد