أيها الإخوة! من الطبيعي أنّ المحبّ يحبّ كلّ ما يتعلّق بالمحبوب: منزله جدرانه وأبواب بيته حتّى شوارع حيّه وحاراته، وقد كان الإمام مالك رحمه الله تعالى مستغرقًا ومتفانيًا في حبّ الله تعالى ورسوله ﷺ، يعظّم أحاديث الحبيب المصطفى ﷺ ومدينته المنوّرة وترابها أشدّ التعظيم، فهيّا! نستمع إلى بعض القصص الإيمانية حول ذلك لأجل الترغيب في هذا الحبّ العظيم.
توقيره وتعظيمه لأحاديث رسول الله ﷺ
كان إذا أتَى الناسُ سيدنا الإمام مالكًا رحمه الله تعالى خَرَجَتْ إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ: تُرِيدُون الحديث أو المسائل؟
فإن قالوا: المسائل، خَرَج إليهم وإنْ قالوا: الحديث، دَخَل مُغتَسَلَه واغْتَسل وتطيّب ولَبِس ثيابًا جُدُدًا ولَبِس ساجَه وتعَمَّم، ووَضَع على رأسِه رداءَه وتُلقَى له منصّة فيَخرُج فيَجلِس عليها وعلَيه الخُشُوع، ولا يزال يُبَخّر بالعُود حتّى يَفرُغ مِن حديث رسول الله ﷺ[1].
قال سيدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: كنتُ عند سيدنا مالك رحمه الله تعالى وهو يُحدّثُنا، فلَدَغَتْه عَقرب ستّ عشرة مرّة وهو يَتَغيّر لونُه ويَصفرّ، ولا يَقطع حديث رسول الله ﷺ، فلمّا فرغ من