المجلس وتَفرّق عنه النّاس قلتُ له: يا أبا عبد الله! لقد رأيتُ منك اليوم عجَبًا! قال: نعم، إنّما صبرتُ إجلالًا لحديث رسول الله ﷺ[1].
وقال سيدنا مصعب بن عبد الله رحمه الله تعالى: كان سيدنا مالك رحمه الله تعالى إذا ذُكِر النبيّ ﷺ يَتَغيّرُ لونُهُ وينحني حتّى يَصعُبَ ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك.
فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لما أنكرتُم عليَّ ما تَرونَ، ولقد كنتُ أرى محمّدَ بن المنكدر رحمه الله تعالى، وكان سيّدَ القُرّاءِ لا نكاد نسأله عن حديثٍ أبدًا إلَا يَبكِي حتّى نَرحَمَه[2].
توقيره لمدينة سيدنا رسول الله ﷺ
رُوي عن سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنّه قال: رأيتُ على باب مالك رحمه الله تعالى كراعًا مِن أفراس خراسان ويقال مصر: ما رأيتُ أحسن منه، فقلتُ لمالكٍ رحمه الله تعالى: ما أحسنه!
فقال: هو هدية منّي إليك يا أبا عبد الله.
فقلتُ: دعْ لنفسِك منها دابةً تركبها؟
فقال: إنّي أَستَحي مِن الله أنْ أطأ تربةً فيها نبيُّ الله ﷺ بحافر دابة[3].